24
مايو
2025
الدكتورة غفران الشمري: نراقب التنفيذ ميدانياً ونسعى لحل العقبات فوراً !!
نشر منذ 17 ساعة - عدد المشاهدات : 5624



حاورها: رئيس التحرير

 

لحظةٍ استثنائية تعكس ديناميكية المشهد المحلي واهتمام جريدة الإعلام العراقي بتغطية قضايا الوطن من قلب الحدث، انتقلت إدارة التحرير برفقة فريقها الإعلامي إلى مكتب الدكتورة غفران إقبال الشمري، أمين مجلس محافظة كربلاء المقدسة ورئيس لجنة النقل والاتصالات، لإجراء حوار موسع وحصري يلقي الضوء على أبرز الملفات التنموية والخدمية التي تشهدها المحافظة.

وأجرى الحوار رئيس تحرير جريدة الإعلام العراقي، الذي حرص على مناقشة أدق التفاصيل مع الدكتورة الشمري، واضعاً أمامها أسئلة الشارع الكربلائي، ومستعرضاً رؤيتها وخططها للنهوض بواقع المحافظة في مختلف القطاعات. 

جاء هذا اللقاء ليؤكد التزام الصحافة الوطنية بدورها في نقل الحقيقة وفتح نوافذ الحوار البناء بين صناع القرار والمواطنين، في أجواء ملؤها الشفافية والمصارحة.

 

ننقل لقرائنا خلاصة هذا الحوار الشامل الذي جمع الإرادة بالتخطيط، والمسؤولية بالتحدي، لنرسم معاً صورة أوضح لمستقبل كربلاء المقدسة، من خلال كلمات ومواقف واحدة من أبرز القيادات النسوية في الإدارة المحلية.

  

لنبدأ من ملف النقل ؟

 

قطاع النقل في كربلاء يواجه تحديات كبيرة بسبب الكثافة السكانية وتوافد ملايين الزائرين سنوياً. رؤيتنا تقوم على بناء منظومة نقل متكاملة وذكية تواكب حجم المدينة وطموحات أبنائها. ناقشنا مع مدير النقل الخاص آليات تطوير كراجات النقل، وتفعيل أنظمة رقابة ذكية للحد من الازدحامات، إلى جانب إطلاق حملات توعية للسائقين والمواطنين. كما أعددنا خطة خاصة للمناسبات الدينية لضمان انسيابية حركة الزائرين، بالتنسيق مع المرور والشرطة وكافة الجهات المعنية.

 

شهدت قضاء الهندية مؤخرًا سلسلة إجراءات لتنظيم النقل والحد من الزحام، هل يمكن أن توضحوا لنا أبرز هذه الإجراءات ومدى فعاليتها حتى الآن؟

 

-الهندية تمثل نموذجاً مصغراً لتحديات النقل في كربلاء المقدسة. عقدنا اجتماعاً موسعاً مع القائممقام ومدراء الدوائر الخدمية، وخرجنا بحزمة قرارات عملية أهمها إدخال عجلات "الرف" إلى كراج (هندية – كربلاء) مع تحديد الانطلاق من داخل الكراج حصراً، وإنشاء مفرزة مشتركة من المرور والشرطة وهيئة النقل لمتابعة التنفيذ، إضافة إلى تخصيص كراجات للأحياء وفتح المنافذ الخلفية لتسهيل حركة السيارات. النتائج الأولية مشجعة؛ لاحظنا تحسنًا ملحوظًا في انسيابية السير وانخفاض المخالفات.

 

كيف تقيّمون مستوى التعاون بين مجلس المحافظة والجهات التنفيذية والمجتمع المحلي في كربلاء؟ وهل فعلاً هناك شراكة حقيقية لتحقيق التنمية؟

 

-نعم، هناك شراكة وتكامل حقيقي بين المجلس والدوائر التنفيذية، والأهم هو إشراك المواطن في صناعة القرار. زياراتنا الميدانية وجولاتنا التفقدية ليست مجرد بروتوكول، بل نحرص على الاستماع لمطالب الناس ومقترحاتهم. نحن نؤمن أن المسؤولية ليست منصبًا بل التزام إنساني، ونجاح أي مشروع يعتمد على تفاعل المجتمع والتنسيق بين كل الجهات.

 

ماذا عن ملف التربية والتعليم؟ هناك حديث عن تحديات في البنية التحتية ونقص الكوادر، كيف تعالجون هذه القضايا؟

 

-القطاع التربوي أولوية قصوى لدينا. عقدنا لقاءات موسعة مع رئيس لجنة التربية ومدير التربية، واطلعنا ميدانياً على واقع الأبنية المدرسية. وضعنا خطة لتأهيل المدارس وتوفير المستلزمات الضرورية، وننسق مع وزارة التربية لتغطية النقص في الكوادر. كما نظمنا جولات في أقسام التعليم المهني، ونعمل على دعم البرامج التدريبية التي تواكب سوق العمل. هدفنا بيئة تعليمية عصرية تليق بطموح الطلبة والمعلمين على حد سواء.

 

ملف السكن البديل وحقوق ذوي الدخل المحدود دائماً في قلب النقاش المجتمعي، ما هي خطواتكم العملية في هذا المجال؟

 

-استجابة لتوجيهات السيد رئيس الوزراء، شكلنا لجنة لجرد عوائل العشوائيات ووضع آلية عملية لتوفير السكن البديل. الأولوية للأسر الأكثر تضرراً، وهناك تنسيق مستمر مع الوزارات المعنية لتسريع وتيرة العمل وتوفير الأراضي والخدمات الأساسية. نؤمن أن السكن الكريم حق لكل مواطن، وسنعمل بلا كلل حتى تحقيق هذا الهدف.

 

مكافحة المخدرات والآفات المجتمعية من القضايا الملحة، كيف يتعاطى المجلس مع هذه التحديات؟

 

-صوّت المجلس على مطالبة الجهات المختصة بفتح مركز متخصص لفحص المشتبه بتعاطي المخدرات، ونعمل على حملات توعية بالشراكة مع الصحة والشرطة والمجتمع المدني. هدفنا حماية شبابنا من هذه الآفة الخطيرة التي تهدد النسيج الاجتماعي. كما نتابع تنفيذ القوانين بحزم ودون تهاون.

 

الكهرباء والمياه والطرق ملفات تمس حياة المواطن يومياً، كيف تتابعونها وماذا تحقق حتى الآن؟

 

-ناقشنا مؤخراً مشاريع فك اختناقات الشبكة الكهربائية وتطوير البنى التحتية لضمان استقرار التيار. كما نعمل على تنسيق مستمر مع وزارة الموارد المائية لزيادة الإطلاقات المائية للمحافظة.

بالنسبة للطرق والجسور، تم التأكيد على تسريع العمل في مشروع مجسر ميثم التمار ومشاريع الطرق الحيوية الأخرى. نراقب التنفيذ ميدانياً ونسعى لحل العقبات فوراً.

 

القطاع الزراعي يشكل ركيزة مهمة في كربلاء، كيف تدعمونه في ظل التحديات البيئية والاقتصادية؟

 

-دعم الفلاحين والمزارعين أولوية لنا. حضرنا فعاليات جمعية نحالي كربلاء واحتفالية اليوم العالمي للنحل، وأكدنا دعمنا الكامل لهذا القطاع الحيوي. نعمل على مكافحة الآفات الزراعية مثل الدوباس، وتذليل عقبات تسويق الحنطة. هدفنا حماية الأمن الغذائي وتعزيز التنوع البيئي والاقتصادي في المحافظة.

 

كيف تقيّمون واقع الخدمات الصحية في كربلاء وما هي أبرز مخرجات زيارتكم الأخيرة لمستشفى سفير الإمام الحسين (ع)؟

 

-الخدمات الصحية في كربلاء شهدت تطوراً نوعياً. في زيارتنا لمستشفى سفير الإمام الحسين (ع) لاحظنا جهوداً عظيمة من الكوادر الطبية والإدارية. ثنينا على دعم العتبة الحسينية المُقدسة لهذا القطاع، وأكدنا دعم المجلس لكل المبادرات الصحية، خاصة في مجال تيسير العلاج وتبسيط الإجراءات أمام المواطن. نسعى لتعزيز ثقة الأهالي بالمؤسسات الصحية من خلال المتابعة الميدانية والشراكة الفاعلة.

 

في ظل هذه الجهود المتعددة، ما هي رسالتكم لأبناء كربلاء، وما الذي تعدونهم به في المرحلة المقبلة؟

 

-رسالتي لأهالي كربلاء أن خدمة المدينة شرف وأمانة نحملها بكل فخر وصدق. أبوابنا مفتوحة للجميع، ونسعى بكل قوة لتحويل التحديات إلى فرص، وبناء مستقبل يليق بعراقة وكرامة كربلاء. نعدكم أن نبقى على العهد، فأنتم شركاؤنا في التنمية وصوتكم أولوية في كل قرار.

 

في ختام هذا الحوار الثريّ الذي كشف عن رؤيةٍ استباقيةٍ وتخطيطٍ دقيقٍ لمواجهة التحديات الخدمية والتنموية في كربلاء المقدسة، تبرز الدكتورة غفران الشمري كنموذجٍ للقيادة الواعية التي تجمع بين الحنكة الإدارية والانفتاح على هموم المواطن. عبر تأكيدها على "المراقبة الميدانية"و"حل العقبات فورًا"، رسمت خارطة طريق واضحة تعكس التزاماً غير مسبوق بتحقيق التنمية المستدامة، بدءاً من تطوير البنى التحتية للنقل والكهرباء، وصولاً إلى دعم القطاعات الحيوية كالصحة والزراعة والتعليم. 

 

هذا الحوار لم يكن مجرد نقاشٍ إعلامي، بل تحوّل إلى منصةٍ للحوار البنّاء بين صنّاع القرار والمواطنين، حيثُ عبّرت الشمري عن إيمانها الراسخ بـ"الشراكة المجتمعية "كأساسٍ لنجاح أي مشروع، وهو ما يتجلى في مبادراتها الميدانية واستجابتها السريعة لمطالب الأهالي. رسالتها الأخيرة لأبناء كربلاء، والتي حملت وعدًا بـ"تحويل التحديات إلى فرص"، تُختزل فيها فلسفة عملها: الشفافية، الجدية، والانتماء. 

 

وبدورنا نقول يُعتبر هذا اللقاء مع أمين مجلس محافظة كربلاء نموذجاً يُحتذى به في توثيق العلاقة بين الإعلام الرصين والمسؤولين، حيثُ يصبح الإعلام جسراً لنقل الإنجازات ومرآةً تعكس تطلعات المجتمع. كربلاء، بقياداتها وكوادرها الواعية، تُقدّم درساً في التعاون الوطني لبناء مستقبلٍ يُكرّس مكانتها كعاصمةٍ للروحانيات والتنمية معاً. 

 

كربلاء.. مدينةٌ تُكتب مسيرتها بالإرادة والعمل



صور مرفقة






أخبار متعلقة
مشاركة الخبر
التعليق بالفيس بوك
التعليقات
استطلاع رأى

هل تتوقع أن تساهم التظاهرات بتحسين مستوى الخدمات

14 صوت - 67 %

0 صوت - 0 %

عدد الأصوات : 21

أخبار