![]() |
|
1
سبتمتبر
2025
|
عامٌ دراسي جديد.. بصمةٌ تُغيرُ مستقبلاً!
نشر منذ 3 يوم - عدد المشاهدات : 2432
|
بقلم : د. غفران إقبال الشمري
أيتها الكوادر التعليمية الجليلة، أيتها القلوب التي تنبض بالعطاء، والعقول
التي تُشعِلُ شموع المعرفة في ظلام الجهل، يُطِلُّ عامٌ دراسي جديد (2025-2026) حاملًا
في طياته آمالاً وتحديات، ومُعلناً عن فصٍلٍ جديد من فصول العطاء الذي لن تكتمل صورته
إلا بكم، وأنتم في قلبه نُقطةُ الضوء التي تُنير الدرب.
ها هو أيلول يقف على عتباتنا، مُعلنًا بداية رحلةٍ جديدة من رحلات البناء،
بناء العقل والروح، بناء الإنسان، بناء المستقبل. وفي هذا الصرح الشامخ، تقفون أيها
المعلمون والمربون الأفاضل، كالجنود المدافعين عن حصن الأمة الحصين، حصن العلم والأخلاق.
فأنتم لستم ناقلين للمعلومات فحسب، بل أنتم صانعو الشخصيات، ومُشكّلو العقول، وبناةُ
الأجيال. طاقاتكم لا يُستهان بها، بل هي كنوز لا تنضب، إن أُحسِن استثمارها وتوجيهها.
وفي هذا العام الجديد، ننحني إجلالاً لرسالتكم السامية، ونحثُّكم على
الالتزام بمعايير التعليم الرصين، الذي يجمع بين الأصالة والحداثة، بين قوة المضمون
وجمال التقديم. ليكن شعاركم "إتقانٌ.. إبداعٌ.. تأثير". علِّموا طلابكم أن
يتساءلوا، أن ينتقدوا بشكل بناء، أن يبتكروا، لا أن يكونوا مجرد أوعيةً تُملأ. اغرسوا
فيهم قيم المثابرة والنزاهة الفكرية، فهم أمانة في أعناقكم، وسيسألنا التاريخ عنهم.
أيها الطلبة الأعزاء، زهراتنا التي تتفتح.. ومستقبلنا الواعد: استقبلوا
عامكم بكل عنفوانٍ وشغف. ليكن همُّكم الأول هو التعلم لا الدرجات فقط. اسعوا إلى المعرفة،
اقتحموا أبواب العلوم، واقرأوا كما لم تقرأوا من قبل. العام الدراسي هو رحلة اكتشافٍ
لذواتكم، لقدراتكم الكامنة، فلا تضيعوا هذه الفرصة. تحدوا الصعاب، واعلموا أن كل جهد
تبذلونه اليوم هو استثمارٌ لعظمتكم غداً.
الأخوة الأخوات أولياء الأمور الكرام، شركاؤنا في الرعاية والبناء: يدكم
في أيدينا، فلنشدَّ معاً على نفس الخيط. المتابعة الحديثة والبنَّاءة لأبنائكم ليست
رفاهية، بل هي ضرورة. لا تكونوا قضاةً يحكمون على النتائج، بل كونوا رفيقاً في رحلة
التعلم. استمعوا لهم، شجعوا فضولهم، واحتضنوا أحلامهم. علاقتكم مع المدرسة يجب أن تكون
حقيقية من أجل هدفٍ واحد: فلذات أكبادكم.
وفي خضم هذا الحماس، نوجه دعوةً ملحةً إلى كل طالب وطالبة: "لا تتركوا
مقعدكم الدراسي". التعليم هو سلاحكم في معركة الحياة، وهو الجسر الذي سيعبر بكم
إلى مستقبلٍ أكثر إشراقاً. التحديات موجودة، ولكنكم أقوى. واعلموا أننا ، سندٌ وعون
لكم، نحميكم وندفع عنكم، ونعمل لتهيئة كل السبل لضمان نجاحكم.
ها هو العام الجديد يُطلُّ علينا بوجهه الباسم، فليكن عام تميزٍ وإنجاز،
عام أملٍ وعمل. معاً، نكتب بأقلامنا وأفعالنا أجمل قصة نجاح.. قصة جيلٍ ينعم بالتعليم،
ويَسُودُ بالمعرفة.
كل عام وأنتم الأمل.. والعطاء.. والفلاح.