17
سبتمتبر
2025
حكومة الجسور… !!
نشر منذ 1 يوم - عدد المشاهدات : 2356



تيمور الشرهاني

 

منذ سنوات طويلة والعاصمة بغداد تختنق بزحام خانق لا يرحم، يشلّ حركة الناس ويحوّل دقائق مشاويرهم إلى ساعات من الانتظار والضجر. الجميع يعرف هذه الحقيقة المريرة، لكن قلة من المسؤولين امتلكوا الجرأة لمواجهتها بعمل فعلي يخفف المعاناة عن المواطن.

اليوم، ومع حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، تغيّر المشهد. فالجسور التي شُيّدت لم تكن مجرد كتل خرسانية تربط ضفّة بأخرى، بل كانت شرايين حياة أعادت تدفق الحركة في بغداد وأعطت للناس متنفساً طالما افتقدوه. المواطن بات يشعر بالفرق، والازدحام الذي كان يبتلع يومه بدأ يتراجع أمام عينه.

لكن المدهش أنّ هذا الإنجاز لم يرق للبعض! فالمتنمرون الذين اعتادوا تسفيه كل خطوة إيجابية، أطلقوا سهامهم على ما وصفوه بـ “حكومة الجسور”، وكأن في الأمر مذمة. والحقيقة أن اللقب تحوّل إلى وسام؛ فليُسجَّل في التاريخ أن هذه الحكومة عملت حيث أخفق الآخرون، وأنها تركت بصمة ملموسة لا يمكن إنكارها إلا بعينٍ معاندة.

السؤال البديهي الذي يطرح نفسه: أين كان هؤلاء “النقّاد” حين كانوا هم على رأس السلطة؟ لماذا لم يفكوا اختناقات بغداد وهم يتربعون على مقاعد القرار؟ أم أن منجز الجسر لا يُعجبهم لأنهم لا يجدون فيه باباً للمزايدة أو وسيلة لاستعراض الحمايات وفتح الإشارات بالقوة؟

نعم، إنها حكومة الجسور… حكومة المنجزات لا الأعذار، العمل لا الادعاء، الحقائق لا الوعود. ومن أراد السخرية، فليتفضل: السخرية اليوم تنقلب مدحاً من حيث لا يشعرون.

فكفى تنمراً، ودعوا الناس تعبر… فالجسر خيرٌ من بقائكم عالقين وسط ازدحام الكراسي والادعاءات.



صور مرفقة






أخبار متعلقة
مشاركة الخبر
التعليق بالفيس بوك
التعليقات
استطلاع رأى

هل تتوقع أن تساهم التظاهرات بتحسين مستوى الخدمات

14 صوت - 67 %

0 صوت - 0 %

عدد الأصوات : 21

أخبار