5
مايو
2024
الرّؤية الشّعريّة
نشر منذ 2 اسابيع - عدد المشاهدات : 82



الرّؤية الشّعريّة

د. علي حسين يوسف

يمكن اعتبار الرّؤيّة الشّعريّة المغايرة في الشّعر المعاصر نقلة نوعية من الأشكال التقليدية المؤطَّرة بحدود الشكل والمعنى والأغراض إلى الأشكال الجديدة. في هذه الرؤية، يتم التعبير بحريّة عن الذات والفكر وقضايا الحياة. تجعل الإبداع الشعري تحليلًا للواقع وعلاجا له من جهة، واستكشافا لما هو محجوب من حقائق وتطلعات في ذات الإنسان وفكره وفي موقفه من الوجود من جهة أخرى.

الشعراء المعاصرين ينظرون إلى العالم بعيون متجددة، يستخدمون لغة الشعر لاستكشاف الحياة والإنسانية. رؤيتهم تنحت خصائصها من جماع التجربة الإنسانية التي يعيشونها في عالمنا المعاصر. تتجسد هذه الرؤية في أشعارهم، حيث يكوّنون رؤاهم من خلال معايشتهم الفكرية والنفسية والحياتية والوجودية والتفاعلية مع الأفكار والطبيعة والبشر وسائر الكائنات والموجودات. كل تفاعل صادق وفكر عميق ينعكس على رؤاهم، وتظهر تميزها في أشعارهم.

الشعراء المعاصرون يحملون رؤى مغايرة تشكل جزءا من التراث الشعري الحديث. تلك الرؤى تعكس تجاربهم وتفاعلاتهم مع العالم، وتجعل شعرهم يتجاوز الحدود المألوفة ويصل إلى أعماق الإنسانية والوجود.

بالتالي، الرؤية الشعرية لا تنحصر في البعد السياسي أو الاجتماعي أو الفلسفي. إنها أقرب إلى التنظير منها إلى الرؤية الشعرية، بكل ما تعنيه من شفافية وصدق وشاعرية وجماليات. الشاعر يعيش ويشاهد العالم بعيون متفتحة، يبحث عن الجمال والحقيقة والمعنى في كل شيء يحيط به. رؤيته تكون مرادفة للبصيرة الشعرية، حيث يرى ما لا يراه الآخرون، ويحوله إلى كلمات تنبض بالحياة.

كان هذا محور الأمسية الماتعة التي أقامها اتحاد الأدباء في كربلاء وقد تكفّلت زميلتنا الفاضلة الدكتورة كريمة المدني باستعراضها بحضور ثلة طيبة من الأدباء والمهتمين.



صور مرفقة






أخبار متعلقة
مشاركة الخبر
التعليق بالفيس بوك
التعليقات
استطلاع رأى

هل تتوقع أن تساهم التظاهرات بتحسين مستوى الخدمات

14 صوت - 67 %

0 صوت - 0 %

عدد الأصوات : 21

أخبار